موضوع: اولمرت اقترح استيعاب 20 الف لاجئ فلسطيني الجمعة 15 أغسطس 2008 - 8:32
( هآرتس )
اولمرت اقترح استيعاب 20 الف لاجئ فلسطيني
شموئيل روزنر واخرين:
اقترح رئيس الوزراء ايهود اولمرت على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن)، في ان يتضمن "اتفاق الرف" الذي تبلوره اسرائيل والسلطة الفلسطينية موافقه على استيعاب لاجئين فلسطينيين في اسرائيل تحت عنوان "جمع شمل العائلات".
وحسب مصادر في اسرائيل وفي الولايا ت المتحدة، فقد اقترح اولمرت على عباس ان تستوعب اسرائيل نحو 2000 لاجئ فلسطيني في السنة على مدى عشر سنوات، على اساس انساني ووفقا لصيغة تتقرر في الاتفاق. ويشترط استيعابهم في ان يتم الاتفاق على باقي المسائل وبموافقة فلسطينية في الا يكون "حق عودة" في اسرائيل وباقي اللاجئين يستوعبون في الدولة الفلسطينية المستقبلية.
رئيس الفريق الاسرائيلي المفاوض مع الفلسطينيين، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، التي تدير محادثات موازية مع المسؤول الفلسطيني رئيس الفريق المفاوض احمد قريع (ابو علاء)، تعارض استيعاب لاجئين فلسطينيين في اسرائيل بأي عدد كان، وترفض ايضا قبولهم على اساس جمع شمل العائلات.
في زيارة رئيس الولايات المتحدة جورج بوش في كانون الثاني من هذا العام في اسرائيل، قالت له ليفني ان كل دخول للاجئين لاسرائيل سيكون سابقة خطيره. وقالت ليفني لبوش "هذا مثل فيلم توتر، حيث نرى البطلة تفتح الباب بشق صغير، فنعرف بأن الرجل مع السكين سيدخل ليطعنها". وبرأيها، محظور على اسرائيل ان تتنازل في موضوع دخول اللاجئين، كون الامر سيفسر كمدخل لتحقيق "حق العودة".
مكانة اللاجئين الفلسطينيين من حرب الاستقلال في العام 1948 وانسالهم تشكل احدى المشاكل المركزية في النزاع الاسرائيلي – العربي. فالفلسطينيون يدعون بـ "حق العودة" استناداً الى قرار الامم المتحدة 194 في كانون الاول 1948 والقاضي بـ "يجب السماح للاجئين الراغبين في العودة الى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم ان يفعلوا ذلك في الموعد العملي الاقرب"، ولكن اسرائيل اصرت على مدى سنوات وجودها على ان الحل لمشكلة اللاجئين هو استيعابهم في اماكن سكناهم الحالية ودفع تعويضات.
واوضحت ليفني للادارة الامريكية بأنه اذا ما طرحت على الحكومة للمصادقة وثيقة تفاهم تتضمن ادخال لاجئين الى اسرائيل، فإنها كفيلة بأن تصوت ضدها. في الوضع السياسي الحالي، معارضة ليفني كفيله باسقاط الاتفاق في التصويت في الحكومة.
موقف واشنطن هو ان موضوع اللاجئين المعقد يجب ان يستوضح بين اسرائيل والفلسطينيين. ولكن حتى لو كان هذا، فإن الرئيس بوش سيقف امام قرار صعب، اذا ما جلب اولمرت الى الحكومة اتفاقا ليس مقبولاً من غالبية وزرائها. في مثل هذه الحالة سيتعين على بوش ان يقرر اذا كان سيبارك الاتفاق قبل المصادقة عليه وبالتالي منح اولمرت ادارة ضغط على ليفني ووزراء اخرين لتأييد الاتفاق؛ او الامتناع عن رد فعل علني عاطف، والاشارة بالتالي الى الحكومة بأن ليس لاولمرت تأييداً تلقائيا من الادارة الامريكية.
الاسبوع القادم ستعود الى المنطقة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس الراغبة في ان تحقق اتفاقا اسرائيليا – فلسطينيا قبل نهاية ولاية بوش في كانون الثاني 2009 – حتى لو كان اتفاقاً جزئياً او مخففاً.
يؤمن اولمرت بأن الاتفاق لا يزال في متناول اليد، وحسب مصادر سياسية مختلفة مقربة من المحادثات، في الاسابيع الاخيرة تبدو مرونة وتقدم في مواقف الطرفين.
فضلاً عن ذلك، ستقترح ليفني على رايس الانتظار، وتركيز الجهد السياسي على بلورة صيغة تسمح بمواصلة المفاوضات السنة القادمة. وبرأيها، في مؤتمر انابوليس في تشرين الثاني من العام الماضي تعهد الحاضرون على بذل كل جهد مستطاع لتحقيق اتفاق حتى نهاية 2008، ولكنهم لم يتعهدوا بأن يتحقق. واضحٌ ان مواقف ليفني، اولمرت ورايس متأثره من مستقبلهم السياسي المختلف: اولمرت ورايس يوشكان على انهاء مهام منصبيهما، اما ليفني فتتنافس على رئاسة الوزراء. وعليه فإن ليفني تفضل بنية تحتية للمباحثات في المستقبل بينما رايس واولمرت معنيان بانجاز في زمن ولايتهما